الرباط: شهدت المؤسسات التعليمية في المغرب خلال السنوات الثلاث الماضية طفرة نوعية في عمليات الإصلاح والترميم، وفقًا لمعطيات حديثة وفّرتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. وأوضحت البيانات أن سنة 2024 عرفت استفادة 1443 مؤسسة تعليمية من أشغال الصيانة والتأهيل، بزيادة تفوق 440 مؤسسة مقارنة بسنة 2023، التي بلغ فيها العدد 1002، في حين لم يتجاوز عدد المؤسسات المستفيدة 802 خلال 2022، و543 في 2021.
تحسين المرافق الصحية وربط المؤسسات بشبكات الماء والكهرباء
في سياق تحسين ظروف التمدرس، تم بناء مرافق صحية جديدة في 1502 مؤسسة تعليمية خلال 2024، وهو ما يعكس تضاعف الجهود مقارنة بسنة 2023 التي عرفت إنشاء 700 مرفق صحي فقط. كما تم خلال السنة نفسها ربط 430 مدرسة بشبكة الماء الصالح للشرب، بينما استفادت 375 مؤسسة من الربط الكهربائي.
أما على مستوى شبكات الصرف الصحي، فقد تم ربط 414 مؤسسة تعليمية بها خلال 2024، بارتفاع ملحوظ مقارنة بسنة 2023 التي لم يتجاوز فيها العدد 162. كما عرفت السنة الفارطة تكثيف عمليات تسييج المؤسسات التعليمية، حيث شملت 571 مؤسسة، مقابل 98 فقط في السنة التي سبقتها.
استثمارات مالية ضخمة لتعزيز البنية التحتية المدرسية
وأكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، أن الحكومة خصصت ميزانيات ضخمة لدعم مشاريع تأهيل المؤسسات التعليمية، حيث تجاوزت قيمة الاستثمارات ملياري درهم سنويًا منذ 2021. وتتم هذه الاستثمارات عبر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، التي تعمل بدورها على تعبئة موارد مالية إضافية من خلال شراكات مع الجماعات الترابية والقطاع الخاص.
أولوية للوسط القروي وتحديات قائمة
وأوضح الوزير أن 95% من عمليات توفير البنية التحتية و60% من أعمال الإصلاح والترميم تستهدف المؤسسات التعليمية في المناطق القروية، في إطار تنفيذ خارطة الطريق 2022-2026 لتحسين ظروف الاستقبال بالمؤسسات التعليمية.
ورغم هذا التقدم، أشار المسؤول الحكومي إلى تحديات عدة لا تزال تعيق تسريع وتيرة الإنجازات، من بينها المساطر الإدارية المرتبطة برخص الإصلاح، وإلزامية تدخل عدة جهات مختصة في عمليات التأهيل، فضلاً عن صعوبة الوصول إلى مصادر الماء والكهرباء في بعض المناطق.
ومع استمرار تنفيذ برامج التأهيل، تسعى الوزارة إلى تعزيز الجهود لضمان بيئة تعليمية ملائمة وتحقيق أهداف خارطة الطريق في أفق 2026.
