مكناس: شهدت مدينة مكناس، صباح اليوم الثلاثاء، توقيع اتفاقيتين إطار بين وزارتي التجهيز والماء، والفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وذلك على هامش افتتاح الدورة السابعة عشرة من المعرض الدولي للفلاحة، المنظم هذه السنة تحت شعار “تدبير المياه من أجل فلاحة مستدامة وقادرة على الصمود”.
الاتفاقية الأولى تهم تبادل المعطيات المناخية والأرصاد الجوية، حيث ستمكن وزارة الفلاحة من الاستفادة المنتظمة من البيانات المناخية والمعلومات ذات الصلة بالتوقعات الجوية. وتطمح هذه المبادرة إلى دعم المزارعين المغاربة في اتخاذ قرارات زراعية مدروسة، تساهم في تحسين تدبير الموارد المائية وتحقيق مردودية أكبر في ظل التغيرات المناخية.
أما الاتفاقية الثانية، فتتعلق بإطلاق “عقد التدبير المشترك للفرشة المائية لسايس”، والذي يروم وقف الاستغلال المفرط للفرشة المائية الباطنية في هذه المنطقة، التي تعد من بين أكثر المناطق تضرراً من الإجهاد المائي بالمملكة. وينتظر من هذا الإطار التشاركي أن يوفر مياه الري لمساحة تصل إلى 30 ألف هكتار، عبر تدبير مندمج ومستدام لموارد المياه الجوفية.
نزار بركة، وزير التجهيز والماء، صرح بالمناسبة أن الاتفاقيتين تمثلان خطوة مهمة نحو توحيد الجهود الحكومية لضمان استغلال عقلاني ومستدام للمياه، مشدداً على أن الوضع الحالي يتطلب تدخلاً استراتيجياً لوقف نزيف الفرشات المائية وتثمينها لصالح الأمن الغذائي الوطني.
من جانبها، أكدت وزارة الفلاحة أن الاتفاقيتين تعكسان إرادة حقيقية لتكريس حكامة جيدة في تدبير المياه، وتطوير خدمات مناخية مخصصة للعالم القروي والفلاحي، عبر إشراك الفاعلين المحليين وتوحيد الرؤى القطاعية لضمان توازن بيئي واقتصادي مستدام في جهة فاس-مكناس.
وتُعد هذه الخطوة مثالاً على التنسيق الحكومي الرامي إلى مواجهة التحديات البيئية والمناخية التي تشهدها المملكة، من خلال أدوات عملية مبنية على المعرفة، الشفافية، والشراكة بين القطاعات.