الجزائر: قرّرت السلطات الجزائرية المختصة توقيف بث قناة “الشروق نيوز” لمدة عشرة أيام، على خلفية بثها محتوى اعتُبر “عنصرياً وخطيراً” بحق مهاجرين أفارقة مقيمين في البلاد. ويأتي هذا الإجراء في ظل تصاعد التحذيرات من تنامي خطاب الكراهية والتمييز على منصات التواصل الاجتماعي، وسط دعوات من فاعلين إلى ضرورة التصدي لهذه الظاهرة ووضع حد لها.
وذكرت السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري، وهي الهيئة المخولة قانونا بمتابعة محتوى القنوات، في بيان لها، أنها قررت التوقيف الكامل لبث قناة الشروق نيوز TV لمدة 10 أيام ابتداءً من منتصف ليل يوم الجمعة 2 ماي.
وأكدت أن القرار اتخذ بسبب بث القناة مصطلحا عنصريا خطيرا ينطوي على خطاب الكراهية والعنصرية والتمييز ضد مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين من دول إفريقية.
وبررت السلطة قرارها بـ”وجود إخلال جسيم بأخلاقيات المهنة وانعدام المسؤولية التحريرية في معالجة موضوع حساس يستدعي الكثير من المهنية والمسؤولية تجاه أشقائنا الذين يجمعنا بهم التاريخ والمصير المشترك”.
وألزمت الهيئة المسؤولين على القناة بتقديم اعتذار رسمي وواضح يتضمن تنديدا بمضمون التقرير المخالف، مجددة الدعوة لكل وسائل الإعلام “للالتزام الصارم بقوانين الجمهورية ومبادئ الجزائر الرافضة لكل أشكال العنصرية والتمييز التي تتناقض مع مبادئ الجزائر”. كما دعت “جميع وسائل الإعلام السمعية البصرية إلى التقيّد الصارم بأحكام قوانين الجمهورية والالتزام بقواعد المهنية والاحترافية بما يعكس صورة إعلام وطني مسؤول”.
وكانت صفحة “الشروق نيوز” قد بثت خبرا حول عملية أمنية طالت مهاجرين غير نظاميين، وعلقت على ذلك بوصف المهاجرين بـ” نواقرا” وهو مصطلح باللهجة المحلية يعني جمع كلمة “nègre”، التي تحمل معنى تحقيريا وعنصريا لأصحاب البشرة السوداء.
وكانت الأزمة الأخيرة بين الجزائر وعدد من دول الساحل، على خلفية إسقاط طائرة مُسيرة دخلت المجال الجوي الجزائري، قد فجّرت موجة من التعليقات المسيئة ذات الطابع العنصري ضد المهاجرين الأفارقة المقيمين في البلاد. وقد واجه جزائريون كثر هذا الخطاب بالرفض القاطع، مؤكدين ضرورة محاسبة مروّجيه، والدعوة إلى احترام قيم التعايش ومكافحة جميع أشكال التمييز.
