بالرباط، تم يوم الثلاثاء التوقيع على اتفاقيتي شراكة استراتيجيتين تهدفان إلى إطلاق تكوينات متخصصة وتطوير البنية التحتية لصناعة الألعاب الإلكترونية في المغرب، وذلك بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل من جهة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل من جهة أخرى.
تأتي هذه الخطوة ضمن تنفيذ الاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي”، حيث تهدف الاتفاقيتان إلى تعزيز حضور المغرب في مجال الألعاب الإلكترونية، الذي يشهد نموا عالميا متسارعا، وتوفير فرص جديدة للشباب المغربي في هذا القطاع الحيوي الذي يضم أزيد من 150 مهنة.
الاتفاقية الأولى، التي وقعها كل من الوزير محمد المهدي بنسعيد والوزير عز الدين الميداوي، تهم إدماج تكوينات أكاديمية في الجامعات العمومية تشمل مستويات الدبلوم التقني، الإجازة، والماستر، مع إنشاء مختبرات “Game Labs” داخل الحرم الجامعي، على أن يتم إطلاق هذه البرامج التجريبية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة ابتداء من الموسم الجامعي 2025، قبل تعميمها وطنيا في 2026.
أما الاتفاقية الثانية، فقد وقعتها المديرة العامة لمكتب التكوين المهني لبنى اطريشا، وتهدف إلى توفير مسارات تكوين تأهيلي في مجالات حيوية مثل بث الألعاب الإلكترونية، والتقديم المباشر، وتصميم الألعاب، وذلك عبر مؤسسات التكوين المهني التي سيتم تجهيزها بأحدث التقنيات والفضاءات الملائمة.
وأكد بنسعيد أن هذه المبادرات تأتي في سياق سعي الحكومة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتحفيز إنشاء مقاولات ناشئة مغربية في هذا القطاع الذي يحقق عالمياً معاملات تفوق 300 مليار دولار.
من جهتهم، أكد كل من الميداوي واطريشا أن هذه التكوينات تستجيب لحاجيات سوق الشغل، وتفتح آفاقا جديدة للاندماج المهني أمام الشباب، في وقت يشهد فيه العالم تحولا كبيرا نحو الاقتصاد الرقمي وصناعات المحتوى.