تطوان: أدى الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، صباح اليوم، صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد الحسن الثاني بمدينة تطوان، في طقس ديني ساده الخشوع والسكينة، وسط حضور رسمي وشعبي اقتصر على المكونات الأساسية، انسجامًا مع طبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد.
وعقب الصلاة، قام جلالة الملك بنحر الأضحية، في مبادرة رمزية نيابة عن الشعب المغربي، وذلك في أعقاب توجيه ملكي سامٍ دعا فيه المواطنين إلى عدم ذبح الأضاحي هذا العام، نظراً للتحديات التي فرضتها الأزمة المناخية والضغوط الاقتصادية المرتبطة بغلاء المعيشة.
وتمثل هذه الخطوة الملكية إشارة قوية إلى تمسّك المملكة بثوابتها الدينية، وفي الوقت نفسه تعبيرًا عن وعي عميق بالمسؤولية الاجتماعية التي تتطلبها المرحلة، حيث عبّر عدد من المراقبين عن تقديرهم لهذه المبادرة التي حافظت على الشعيرة الدينية في بعدها الرمزي، دون إغفال لواقع المواطنين.
واعتبر محللون أن هذه الالتفاتة الملكية تُجسد التوازن الذي يميز النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني، القائم على المزج بين الالتزام بالثوابت والقدرة على الاجتهاد في ضوء المتغيرات، بما يعزز الاستقرار الروحي ويؤكد خصوصية إمارة المؤمنين كمرجعية دينية موحِّدة.
وتأتي هذه المبادرة في سياق التحديات البيئية والاقتصادية التي تعرفها المملكة، والتي استدعت اعتماد خطاب ديني عملي ومتزن، يراعي مقاصد الشريعة في التيسير والرحمة، ويكرّس مفهوم التضامن الجماعي في فترات الأزمات.