طنجة: تستعد المصالح المختصة في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة لمواجهة تهديدات حرائق الغابات، وسط توقعات بارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة، وفق ما أكدته مصادر ميدانية مسؤولة.
وتشير التوقعات الجوية، الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية، إلى أن المملكة ستشهد موجة حر قوية تتراوح بين 38 و45 درجة مئوية، بداية من يوم الإثنين وإلى غاية الأربعاء، نتيجة تمدد المنخفض الصحراوي نحو المناطق الشمالية والوسطى، تزامناً مع مرحلة التحول الفصلي.
في هذا السياق، رفعت الوكالة الوطنية للمياه والغابات من مستوى اليقظة داخل تراب الجهة الشمالية، حيث أكدت مصادر من داخل المديرية الإقليمية بطنجة أن الوحدات الميدانية معبأة بالكامل لمواكبة الظرفية المناخية المرتقبة، في إطار خطة وطنية وقائية لمكافحة حرائق الغابات.
وقال عثمان عزاوي، المدير الإقليمي للوكالة بطنجة، إن "الاستعدادات الميدانية بدأت قبل أيام تحسباً لأي طارئ، ويتم حالياً تنفيذ عمليات مراقبة مكثفة للمجالات الغابوية، مع تعزيز التنسيق مع باقي الشركاء المعنيين"، مشيراً إلى أن الإقليم يعتبر من بين المناطق ذات الحساسية المرتفعة على مستوى المخاطر البيئية الموسمية.
وشدد المتحدث ذاته على أهمية الالتزام المجتمعي والتعاون مع التوجيهات الرسمية، قائلاً: "نطلب من المواطنين تجنب السلوكيات التي قد تؤدي إلى اندلاع النيران، خاصة في الفضاءات القريبة من الغابات، فالمرحلة تتطلب وعياً جماعياً لدرء الكوارث".
وكانت غابة هوارة، الواقعة ضواحي مدينة طنجة، قد شهدت في الأسابيع الماضية أول حريق كبير لهذا العام في الجهة، حيث أتت النيران على نحو 85 هكتاراً من الغطاء الغابوي، واستلزم إخمادها جهوداً استثنائية استمرت أسبوعاً كاملاً، بمشاركة طائرات “كانادير” المتخصصة ووحدات التدخل الأرضي، في ظروف زادت من صعوبتها الرياح الشرقية القوية.
وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان صيف 2022 الذي وصف بـ"الأسوأ" على مستوى الحرائق، خاصة بإقليم العرائش، الذي شهد خسائر بشرية ومادية كبيرة، لا تزال آثارها ماثلة في ذاكرة السكان المحليين.
ومع تسارع تأثيرات التغير المناخي، وارتفاع مؤشرات الحرارة عاماً بعد آخر، تتزايد التحديات التي تواجهها السلطات الترابية والمصالح البيئية، وهو ما يفرض تعزيز الخطط الاستباقية، وتحديث وسائل الإنذار والتدخل، لمواجهة تهديدات بيئية تتكرر بقوة مع كل فصل صيف.