الرباط: باشرت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتنسيق مع المكتب الوطني لمكافحة الجرائم المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة، سلسلة توقيفات طالت أربعة أشخاص يشتبه في تورطهم ضمن شبكة إلكترونية تنشط في بث محتويات زائفة ومغرضة، تستهدف الحياة الخاصة لأفراد ومؤسسات.
التحريات الأمنية كشفت عن قيام المشتبه فيهم بتزويد المدعو هشام جيراندو بمعطيات كاذبة وادعاءات مختلقة، كان يعمد إلى نشرها في تسجيلات مصورة، دون التحقق من صدقيتها، لأغراض وصفت بالانتقامية أو الابتزازية.
التحقيقات الأولية أظهرت أن أحد الموقوفين اختلق قصة وهمية عن عملية تهريب مفترضة لمخدرات بمنطقة مولاي بوسلهام، كوسيلة للضغط على زبون مدين له بمبلغ مالي زهيد، في حين أقدم مشتبه فيه آخر على إرسال معلومات مضللة تخص شرطياً في القصر الكبير، بسبب خلافات شخصية سابقة.
وأكدت مصادر أمنية أن طريقة عمل الشبكة كانت تقوم على استقبال مزاعم من أفراد يحملون نوايا انتقامية، ثم إعادة إنتاجها في قالب إعلامي تضليلي يهدف إلى تشويه السمعة أو تصفية حسابات، مع توظيفها أحياناً في عمليات ابتزاز ممنهجة.
ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد باقي امتدادات هذه الشبكة، والوقوف على طبيعة الأدوار التي كان يؤديها عناصرها، سواء في جمع المعطيات أو إعادة توجيهها، إلى جانب تحديد الصلات المحتملة بأنشطة رقمية أخرى تمارس الضغط أو التشهير بصفة منظمة.
وتؤكد مصالح الأمن أن هذه العمليات تدخل في إطار استراتيجية وطنية لمحاربة الجرائم المعلوماتية، لاسيما تلك التي تمس بكرامة الأفراد واستقرار المؤسسات عبر تسخير المنصات الرقمية كوسائط للابتزاز ونشر الأخبار الزائفة.