تونس – دخل الأطباء الشبان في تونس، اليوم الثلاثاء، في إضراب مفتوح عن العمل، احتجاجًا على تدهور أوضاعهم المهنية والمادية، وسط حالة من التوتر بين ممثلي القطاع ووزارة الصحة.
ويشمل الإضراب، الذي دعت إليه المنظمة التونسية للأطباء الشبان، حوالي 7 آلاف طبيب شاب، من المقيمين والداخليين وطلبة الطب في المراحل النهائية، ما أدى إلى شلل جزئي في عدد من المستشفيات الجامعية، خصوصًا في الأقسام الاستعجالية.
وتأتي هذه الخطوة بعد فشل جلسة تفاوض عقدت مساء الاثنين مع وزارة الصحة، قالت المنظمة إنها لم تسفر عن أي تقدم يُذكر، متهمة الوزارة بـ"التصعيد" و"تهديد قيادات مهنية"، بحسب ما تناقله عدد من الأطباء الشبان على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت المنظمة، في تصريحات سابقة، أن الأطباء الشبان يعملون في ظروف صعبة ويتقاضون أجورًا زهيدة، لا تتجاوز في بعض الحالات دينارًا واحدًا (نحو 0.33 دولار) للساعة خلال المناوبات الليلية، فيما يشتكون من عدم صرف مستحقات مالية متأخرة، ورفضهم أداء الخدمة العسكرية بأجر شهري لا يتجاوز 750 دينارًا (حوالي 250 دولارًا).
في المقابل، شددت وزارة الصحة، في بلاغ صادر مساء أمس، على ضرورة التحاق الأطباء المقيمين بمراكز تدريبهم بداية من فاتح يوليوز، دون الإشارة إلى تطورات جلسات التفاوض.
ويحذر مهنيون من أن استمرار الأزمة قد يفاقم نزيف هجرة الأطباء إلى الخارج، في وقت تشير فيه بيانات نقابية إلى مغادرة أكثر من 3000 طبيب تونسي للبلاد منذ عام 2022، بمعدل يقارب 1000 طبيب سنويًا.
وتكشف معطيات نقابة الأطباء أن عدد الأطباء في تونس يبلغ حوالي 29 ألف طبيب، فيما تعاني المنظومة الصحية من ضغط كبير بسبب نقص الإطار الطبي في عدد من المؤسسات العمومية.
