الرباط: رفعت السلطات المغربية من وتيرة تدخلاتها الميدانية لمكافحة خطر الجراد الصحراوي، بعد رصد مجموعات متفرقة من هذه الحشرة المدمرة في عدد من الأقاليم الجنوبية، خاصة على طول وادي درعة ومنطقة تافيلالت.
وكشف وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، أن المساحة التي خضعت للمعالجة بمبيدات الجراد بلغت إلى غاية 31 ماي الماضي حوالي 12.500 هكتار، في إطار عمليات جوية وأرضية قادها المركز الوطني لمكافحة الجراد، مشدداً على أن الوضع حالياً تحت السيطرة بفضل التدخلات الاستباقية.
وتوزعت عمليات المعالجة على 5300 هكتار بإقليم زاكورة، و5616 هكتاراً بطاطا، إضافة إلى 1584 هكتاراً بإقليم الراشيدية، مستخدمةً معدات رش أرضية وطائرات متخصصة، في إطار تنسيق ميداني تشارك فيه سلطات محلية، والدرك الملكي، وفرق طبية لضمان سلامة المتدخلين والساكنة.
وتأتي هذه التدخلات عقب رصد فرق الاستكشاف المتخصصة لبؤر يرقات ومجنحات من الجيل الثاني للجراد في مناطق متفرقة من الجنوب الشرقي، ما استدعى تعبئة عاجلة للموارد البشرية واللوجستية، وتفعيل بروتوكولات المكافحة التي تشمل أيضاً إشعار الساكنة وتوعية مربي الماشية والنحل قبل أي عملية رش.
وأكد لفتيت أن المملكة تستعد لمرحلة الخريف التي قد تعرف هجرات محتملة للجراد من جنوب الصحراء، بفعل ارتفاع درجات الحرارة وجفاف الغطاء النباتي، موضحاً أن النظام الوطني للمراقبة سيتعزز لمواكبة أي طارئ.
كما أشار إلى أن المغرب يتخذ تدابير وقائية لمواجهة أي غزو محتمل للجراد من خارج الحدود، في ظل الأوضاع المناخية غير المستقرة في شمال غرب إفريقيا، من خلال تكوين فرق ميدانية متعددة التخصصات، ورفع جاهزية العتاد والمخزون الاحتياطي من المبيدات.
ويُعتبر الجراد الصحراوي من أخطر الآفات الزراعية في العالم، نظراً لقدراته التدميرية العالية وسرعة انتشاره، ما يفرض على الدول المعنية اعتماد خطط دائمة للرصد والاستجابة السريعة.