بالدار البيضاء، شهدت محكمة الاستئناف، اليوم الخميس، جلسة جديدة في الملف المعروف إعلاميًا بـ"إسكوبار الصحراء"، والمتعلق بشبكة دولية للاتجار في المخدرات، حيث غصّت القاعة بمحامين ومتابعين، وسط ترقب لحضور عدد من الشهود البارزين.
الجلسة، التي خصصت للاستماع إلى 14 شاهدًا، تميزت بغياب عدد مهم منهم، على رأسهم الفنانة المغربية لطيفة رأفت، التي ورد اسمها بصفتها الزوجة السابقة للمتهم الرئيسي في هذا الملف، وكذا سامية موسى، طليقة رئيس جهة الشرق الأسبق عبد النبي بعيوي.
وأفادت هيئة المحكمة، برئاسة المستشار علي الطرشي، أن غياب لطيفة رأفت وسامية موسى يعود إلى تعذر التبليغ، إما بسبب غياب الرقم الكامل للعنوان أو لعدم العثور على الإقامة المعنية. كما تعذر تبليغ شهود آخرين، من بينهم أسماء من عائلات المتهمين، وشخصيات لها صلات مباشرة أو غير مباشرة بالقضية، بسبب عوامل مختلفة، من بينها هدم بعض العقارات المدرجة في العناوين أو غياب معطيات دقيقة.
في المقابل، حضر البرلماني عبد الواحد شوقي، عن حزب الأصالة والمعاصرة، للإدلاء بشهادته، إلى جانب آخرين من محيط المتهم المالي الحاج أحمد بن إبراهيم.
الدفاع، من جانبه، طالب بإعادة استدعاء الشهود الذين لم يحضروا، محذرًا من تأثير "تجزيء الاستماع" على مصداقية المحاكمة، كما شدد على ضرورة ضمان حضور جميع المصرحين دفعة واحدة، لتفادي أي تواطؤ محتمل أو تبادل للمعلومات بينهم.
النيابة العامة، من جهتها، دعت إلى اتخاذ الإجراءات القانونية لجلب الشهود المتخلفين رغم توصلهم بالاستدعاءات، لكنها تحفظت على مقترح الدفاع بشأن تجميد الاستماع إلى الشهود الحاضرين، معتبرة أنه سابق لأوانه، ويقع ضمن صلاحيات رئيس الجلسة.
وفي ختام الجلسة، قررت المحكمة إعادة استدعاء الشهود الذين تعذر تبليغهم لاعتبارات لوجستية، فيما شرعت في الاستماع إلى الشهود الحاضرين، في خطوة تعكس رغبة الهيئة في تسريع وتيرة الملف الذي يحظى بمتابعة واسعة بسبب طبيعة القضية والأسماء المرتبطة بها.