الرباط وجهة سياحية تجمع بين التاريخ العريق والحاضر العصري

Image description
الخميس 31 يوليو 2025 - 11:31 النور TV سلمى الموفيد

الرباط: تتجه الأنظار مجددًا نحو العاصمة المغربية الرباط، ليس فقط باعتبارها من بين المدن المستضيفة لكأس أمم إفريقيا 2025، بل أيضًا كوجهة سياحية متفردة تجمع بين الأصالة والحداثة، وتقدّم لزوارها تجربة غنية تمتزج فيها الثقافة والتاريخ والطبيعة.

مدينة التراث العالمي

الرباط، المصنفة ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو منذ 2012، تتميز بمعالمها التاريخية المتنوعة التي تعكس عمق الحضارة المغربية. من أبرز هذه المعالم صومعة حسان وضريح محمد الخامس، اللذان يرمزان إلى وحدة الدولة واستمراريتها، إلى جانب قصبة الأوداية ذات الطابع الأندلسي، التي تطل على نهر أبي رقراق وتوفر مناظر خلابة وحدائق أندلسية ساحرة.

وفي قلب المدينة العتيقة، تفتح الأسواق التقليدية أبوابها للزوار، حيث تعرض منتجات الصناعة التقليدية المغربية، من الزرابي والفخار إلى العطور والمنسوجات، في أجواء أصيلة تحافظ على روح المدينة القديمة.

شالة.. حكاية من العصور القديمة

لا تكتمل زيارة الرباط دون التوقف عند موقع شالة الأثري، الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد. هذا الموقع الذي شهد تعاقب الحضارات المورية والرومانية والإسلامية، يحتفظ بأطلال تاريخية ساحرة وسط طبيعة خلابة، ويعدّ محطة مميزة لعشّاق التاريخ وعلم الآثار.

حدائق ومساحات خضراء

تضم الرباط عددًا كبيرًا من الحدائق والمساحات الخضراء التي توفر لحظات هدوء واستجمام وسط المدينة، مثل الحديقة العلوية وحديقة توفاريت. كما تُعد حديقة الحيوانات الوطنية من أبرز الوجهات العائلية، حيث تمتد على مساحة 50 هكتارًا وتضم أكثر من 1000 حيوان من الأنواع النادرة، وعلى رأسها أسد الأطلس المهدد بالانقراض.

مدينة عصرية بشبكة نقل ذكية

تتمتع الرباط ببنية تحتية حديثة تجعل التنقل فيها سهلاً وممتعًا. فالترامواي يربط المدينة بشقيقتها سلا، بينما تغطي الحافلات الذكية مختلف الأحياء. كما تتيح محطات القطار، مثل الرباط أكدال والرباط المدينة، رحلات سريعة إلى باقي مدن المملكة عبر قطارات "البراق" الفائقة السرعة.

فن وثقافة معاصرة

الرباط ليست فقط مدينة التاريخ، بل هي أيضًا فضاء للثقافة والفن الحديث. ويُعد متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر محطة فنية راقية تعرض أعمالًا لفنانين مغاربة وعالميين، مما يعكس الانفتاح الثقافي للمدينة وتوجهها نحو الحداثة.

تجربة سياحية متكاملة

بين المعالم الأثرية، والمساحات الطبيعية، والبنية الحديثة، تقدم الرباط تجربة سياحية متكاملة توازن بين الترفيه والثقافة، وبين الراحة والاستكشاف. كما أن قربها من المدن الكبرى مثل الدار البيضاء وفاس، يجعل منها نقطة انطلاق مثالية لاكتشاف باقي جهات المملكة.

ومع اقتراب موعد كأس أمم إفريقيا، تستعد الرباط لاستقبال آلاف الزوار، ليس فقط كمشجعين لكرة القدم، بل كسياح يرغبون في اكتشاف جوهرة من جواهر المغرب التي تجمع بين الماضي المجيد والحاضر النابض بالحياة.

الأكثر قراءة