الدار البيضاء – شهدت أكاديمية نادي الرجاء الرياضي، صباح اليوم السبت، توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين الفريق البيضاوي وشركة استغلال الموانئ "مارسا ماروك"، في خطوة غير مسبوقة تمهد لتحول الرجاء إلى أول نادٍ مغربي يتخذ صفة شركة رياضية، وفق النموذج الجديد الذي تسعى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى تعميمه على الأندية الوطنية.
ووفق ما جرى الإعلان عنه خلال الحفل، الذي حضره كل من فوزي لقجع، رئيس الجامعة، وعبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الاحترافية، إلى جانب عدد من الوجوه الرياضية ومسيري الفريق السابقين، فإن الاتفاقية المبرمة تندرج ضمن مشروع يهدف إلى إعادة هيكلة النادي ماليا وإداريا، وتوفير شروط الاستدامة عبر فتح باب الاستثمار.
الاتفاق شمل توقيع أربع اتفاقيات تؤطر الجانب القانوني للشركة الجديدة، تحدد كيفية توزيع الأسهم، ومساطر الحكامة والتدبير، إضافة إلى العلاقة بين الجمعية الأم والنموذج التسييري المستحدث.
وأعلنت "مارسا ماروك" رسميا استحواذها على 60 بالمائة من رأسمال الشركة الرياضية الجديدة، في حين تحتفظ الجمعية بنسبة 40 بالمائة، ما يجعل الشراكة واحدة من أضخم عمليات التحول في تاريخ الأندية المغربية.
وفي كلمة له بالمناسبة، شدد فوزي لقجع على أن نادي الرجاء يرسم نموذجا رياديا في تدبير الشأن الكروي، مؤكدا أن نجاح الأندية الكبرى مثل الرجاء والوداد والجيش الملكي يعد أساسا لأي تطور كروي حقيقي في المغرب.
وأضاف رئيس الجامعة أن هذه الخطوة "تفتح آفاقا واسعة أمام الأندية الوطنية للمرور إلى مرحلة جديدة من الاحتراف المالي والرياضي"، داعيا إلى تعميم النموذج على باقي الفرق.
وتُعد هذه الخطوة استجابة مباشرة لتوجهات الجامعة الرامية إلى تحديث البنية القانونية للأندية، وجعلها أكثر قدرة على استقطاب رؤوس الأموال، وضمان توازنها المالي عبر حوكمة دقيقة وشراكات طويلة الأمد.
ويترقب أنصار الرجاء ما ستؤول إليه هذه النقلة النوعية في مسار فريقهم، في ظل آمال عريضة بمستقبل أكثر استقرارا وتمويلا، يعيد للنادي مكانته التنافسية قاريا ودوليا.
