باريس: تعيش الساحة السياسية الفرنسية حالة ارتباك غير مسبوقة، بعد سقوط حكومة فرانسوا بايرو إثر تصويت البرلمان على حجب الثقة، في ثاني أزمة حكومية من هذا الحجم خلال أقل من عام.
الرئيس إيمانويل ماكرون يجد نفسه أمام خيارات معقدة، أبرزها البحث عن شخصية توافقية لقيادة الحكومة المقبلة، في وقت تتزايد فيه الدعوات لحلّ الجمعية الوطنية والعودة إلى صناديق الاقتراع.
وبينما يجري تداول أسماء بارزة من معسكره مثل سيباستيان لوكورنو وكاترين فوتران وجيرالد دارمانان، يطرح خيار الاستعانة بشخصية يسارية كأوليفييه فور أو برنار كازنوف كاحتمال وارد، خصوصاً بعد تلويح الحزب الاشتراكي باستعداده لتحمل المسؤولية. كما لا يُستبعد أن يتجه ماكرون إلى اختيار شخصية تكنوقراطية من خارج الأحزاب، في محاولة لاستعادة ثقة الفرنسيين.
لكن هذا المسار محفوف بالمخاطر، إذ تكشف استطلاعات الرأي أن أي انتخابات جديدة ستمنح الصدارة لحزب "التجمع الوطني" بزعامة مارين لوبان، يليه تحالف اليسار، فيما يتراجع حزب الرئيس.
المشهد السياسي إذن مفتوح على كل الاحتمالات: حكومة جديدة بتوازنات صعبة، أو حل برلماني قد يعيد رسم الخريطة الحزبية في فرنسا.