بكين: وقّع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الجمعة ببكين، مع نظيره الصيني وانغ يي، مذكرة تفاهم ترسي آلية للحوار الاستراتيجي بين وزارتي الخارجية في البلدين، في خطوة تعكس الإرادة المشتركة لتقوية العلاقات المغربية-الصينية.
وأكد الجانبان، خلال جلسة المباحثات، على أهمية الارتقاء بالحوار السياسي رفيع المستوى، وتوسيع قنوات التواصل الدبلوماسي والبرلماني، بما يعزز الثقة والتفاهم المتبادل. وشملت المحادثات قضايا إقليمية ودولية، من ضمنها قضية الصحراء المغربية، حيث جدد بوريطة دعم المغرب لمبدأ "الصين الواحدة".
وعلى الصعيد الاقتصادي، أبرز الطرفان الدينامية التي يعرفها التبادل التجاري الثنائي، الذي بلغ نحو 6 مليارات دولار ما بين يناير ويوليو 2025، بزيادة تفوق 19 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية. وتم الاتفاق على تعزيز التعاون في قطاعات الطاقة الجديدة وصناعة السيارات والفوسفات، فضلاً عن دفع الاستثمارات المرتبطة بمبادرة "الحزام والطريق" في انسجام مع الاستراتيجية الصناعية للمغرب 2035.
كما شدّد الوزيران على أهمية التعاون في مجالات الصحة، بالتزامن مع مرور خمسين سنة على إرسال الصين فرقًا طبية إلى المغرب، واتفقا على تطوير برامج التكوين الطبي والتطبيب عن بُعد.
وتوقف اللقاء عند التعاون السياحي، حيث ساهم قرار المغرب إلغاء التأشيرة للمواطنين الصينيين منذ 2016 في رفع عدد الزوار القادمين من الصين، الذي تجاوز 300 ألف سائح سنة 2024.
وفي ما يخص القضايا الدولية، أكد الطرفان التزامهما بتعزيز التعاون جنوب-جنوب، والدفاع عن التعددية، وتكثيف التشاور من أجل المساهمة في حفظ الأمن والسلم الدوليين، ودعم دور الأمم المتحدة في تسوية النزاعات.