الرباط: وجّه وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، تعليماته إلى مندوبي وزارته بجهة الرباط-سلا-القنيطرة بضرورة “التحرك العاجل” لإعادة تفعيل عملية التلقيح ضد التهاب الكبد الفيروسي من النوع “ب” (HBO) داخل مؤسسات الولادة، عقب رصد تراجع مقلق في نسب التلقيح خلال الفترة الأخيرة.
وأكدت دورية وزارية صادرة بتاريخ فاتح أكتوبر الجاري أن الجرعة الأولى من هذا اللقاح، التي يتوجب منحها للمواليد في غضون 24 ساعة من الولادة، لم تعد تُعطى بانتظام في عدد من مصالح الولادة بالمستشفيات العمومية، ما تسبب في “فجوة كبيرة” بين عدد الولادات وعدد الأطفال الذين استفادوا فعلياً من التلقيح.
وحثّ الوزير مسؤولي الصحة بالجهة على ضمان توافر اللقاحات بشكل دائم وتنظيم العملية بشكل دقيق داخل جميع مؤسسات الولادة، سواء الاستشفائية أو المتنقلة، مبرزاً أن هذا التدخل يندرج في إطار دعم البرنامج الوطني للتمنيع وحماية المواليد الجدد من خطر انتقال العدوى من الأم إلى الطفل.
كما شدد التهراوي على ضرورة احترام التوصيات الوطنية المتعلقة بالتلقيح خلال الساعات الأولى بعد الولادة، داعياً إلى تعبئة شاملة لتدارك الخلل المسجل وضمان استمرارية هذه الخدمة الوقائية الحيوية.
ويأتي هذا التحرك في سياق دولي تحذر فيه منظمة الصحة العالمية من تزايد حالات الإصابة المزمنة بالتهاب الكبد الفيروسي “ب”، إذ تشير أحدث تقاريرها إلى أن أكثر من 254 مليون شخص عبر العالم يعانون من المرض، فيما يتسبب الفيروس في وفاة أكثر من مليون شخص سنوياً، أي بمعدل يقارب 3500 وفاة يومياً.
وأوضحت المنظمة أن الوقاية المبكرة تبقى الوسيلة الأنجع للحد من العدوى، داعيةً الدول إلى الالتزام بتلقيح جميع المواليد خلال الـ24 ساعة الأولى من حياتهم، وهي خطوة توفر – وفق تقديراتها – حماية تفوق 95 في المائة من خطر الإصابة بالفيروس.
وفي ختام دوريته، دعا وزير الصحة إلى “تعبئة كافة الموارد البشرية واللوجستية لضمان نجاح هذه العملية الوقائية الحساسة”، مؤكداً أن حماية المواليد من العدوى تمثل “أولوية وطنية” في إطار الجهود الرامية إلى القضاء على انتقال الفيروس بحلول سنة 2030.