الداخلة – تشهد مدينة الداخلة طفرة عمرانية واقتصادية لافتة، تواكب تحسن العلاقات المغربية الفرنسية بعد إعلان باريس دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدّم بها المغرب كحلّ نهائي للنزاع حول الصحراء المغربية.
وفي مشهد يعكس هذا التقارب السياسي والاقتصادي، احتضنت الداخلة، الخميس، منتدىً اقتصاديًا مغربياً فرنسياً هو الأول من نوعه في الأقاليم الجنوبية، بمشاركة نحو ثلاثين من كبار الفاعلين الاقتصاديين الفرنسيين، يمثلون مؤسسات ومجموعات كبرى مثل “سافران”، “إنجي”، “أكور”، “هافاس”، و”فيوليا”، إلى جانب الوكالة الفرنسية للتنمية ومصرف “بي بي إي فرانس”.
وأكد وزير الاستثمار المغربي كريم زيدان، في كلمة بالمناسبة، أن “الاستثمارات تعبّر اليوم عن عمق الشراكة الإستراتيجية بين الرباط وباريس، وعن ثقة فرنسا في دينامية التنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة”، مشيرًا إلى أن المغرب “منفتح على جميع الشركاء الراغبين في المساهمة في تنمية الصحراء المغربية”.
من جهته، شدّد السفير الفرنسي بالرباط كريستوف لوكورتييه على أن “الظرف الحالي هو الأنسب لتسريع وتيرة التعاون الاقتصادي بين البلدين”، مبرزًا أن فرنسا “تحتل موقعًا متقدمًا في دعم المشاريع الكبرى بالمغرب، خصوصًا في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية والسياحة”.
ويأتي هذا المنتدى بعد القرار التاريخي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يوليوز 2024، القاضي بدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وهو ما اعتبره مراقبون تحولًا جوهريًا في الموقف الفرنسي وإشارة قوية لاستعادة الثقة بين البلدين بعد فترة من الفتور الدبلوماسي.
ويُنتظر أن تسهم هذه الدينامية الجديدة في تعزيز حضور الشركات الفرنسية بالأقاليم الجنوبية، خصوصًا في الداخلة، التي تسعى المملكة إلى جعلها قطبًا اقتصاديًا إفريقيًا وميناءً استراتيجيًا يربط أوروبا بإفريقيا جنوب الصحراء.
ويؤكد هذا الحراك الاقتصادي والدبلوماسي أن التنمية الجارية في الصحراء المغربية أصبحت واقعًا ملموسًا يترجم الانخراط الدولي المتزايد في دعم رؤية المغرب لتنمية أقاليمه الجنوبية في إطار سيادته الوطنية الكاملة.
