الدار البيضاء: جرى اليوم الأربعاء بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، تشييع جنازة الممثل عبد القادر مطاع، الذي وافته المنية أمس الثلاثاء عن عمر يناهز 85 سنة.
فبعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير، حيث ووري الثرى بحضور شخصيات فنية، إلى جانب أصدقاء الراحل وأفراد من عائلته.
وأجمع المشيعون خلال هذه اللحظة المؤثرة، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، على المكانة المهمة للراحل في المشهد الفني الوطني، مشيدين بإسهاماته الإبداعية وخصاله الإنسانية الرفيعة التي ظل يتحلى بها طيلة حياته.
وفي هذا الصدد، قال الفنان عبد الكبير الركاكنة، إن الساحة الفنية المغربية “فقدت قامة كبرى متعددة المواهب”، مبرزا أن الفقيد يعد من المؤسسين الأوائل للدراما المغربية سواء على الركح أو على الشاشة.
وأضاف أن الفنان الراحل “قدم أعمالا ملحمية وشخص نصوصا عالمية لكتاب أمثال شكسبير وموليير، وكان من أوائل رواد الإذاعة والتلفزة المغربية، مساهما إلى جانب رموز الفن الوطني في ترسيخ قيم التمثيل الراقي”، مؤكدا أن “بصمته ستظل راسخة في الذاكرة الجماعية للمغاربة بما قدمه من أدوار خالدة”.
من جانبها، شددت الفنانة نعيمة إلياس على أن الراحل “كان فنانا كبيرا يتمتع بخصال إنسانية رفيعة، ورفيق درب في مهنة ليست سهلة”، مضيفة أنه “أعطى الكثير للفن والإعلام على حد سواء، وكان فنانا متكاملا سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون”.
بدوره، قال الفنان عبد الواحد موادين إنه اشتغل مع الراحل في أعمال مسرحية وتلفزيونية عدة، كان آخرها فيلم “المعلمة”، مشيرا إلى أن “مطاع كان إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وفنانا كبيرا من الصعب تعويضه، حيث إنه حتى في سنواته الأخيرة، وبعد فقدانه البصر، ظل يتفاعل مع مشاهده الدرامية بكل إحساس وحضور جسدي وتعبيري”.
أما الفنان صلاح الدين بنموسى، فاستحضر علاقته بالراحل خلال بداياته الفنية، قائلا: “كان ممثلا محترفا حقيقيا، وحين ولجت المجال الفني وجدته نعم السند والمعين”، مبرزا ما تميز به الراحل من تواضع وعطاء وإنسانية.
وخلف الراحل إرثا ضخما وبصمة واضحة لدى الجمهور المغربي عبر تألقه في قائمة طويلة من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية.
ويعد عبد القادر مطاع من أعلام جيل الرواد، سواء في السينما حيث وقع حضوره في فيلم “وشمة” للمخرج حميد بناني (1970)، أو في التلفزيون حيث ارتبط في أذهان أجيال من المشاهدين المغاربة باسم “الطاهر بلفرياط”، الشخصية التي أداها باقتدار في مسلسل “خمسة وخميس” (1987).
وبدأ الفقيد مسيرته الفعلية الطويلة رفقة ألمع رواد فن التمثيل في المغرب، بالتحاقه بفرقة المعمورة للمسرح بداية الستينيات. كما فتح له صوته المتميز طريق الجماهيرية أمام الميكروفون ضمن فرقة التمثيل التابعة لدار الإذاعة والتلفزة.
وتميز أداء الراحل، الذي كون شخصيته الفنية بروح عصامية، بحضور قوي وتألق يجمع بين الكوميديا والدراما.