طلاء مضاد للبول يجتاح شوارع لندن

Image description
الخميس 19 يناير 2023 - 16:59 النور Tv

يختبر حيّ سوهو اللندني، النابض بحياة الليل والسهر، طريقة جديدة لمعالجة مشكلة مزمنة يعانيها هي تبول الرجال في الشوارع، ويتمثل العلاج المبتكر في حماية الجدران بطلاء غريب “مضاد للبول”.

وقد انكبت سلطات الحي الذي يضم عددا كبيرا من الحانات والمطاعم والمسارح، وتقطنه حوالي ثلاثة آلاف نسمة، على طلاء الجدران في حوالي عشر نقاط استراتيجية بهذا الطلاء الذي ينشئ طبقة شفافة على الجدران تعيد قذف البول على الشخص المتبول، بما يشبه القصاص الفوري.

وأوضحت عائشة ليس، مستشارة محلية، لوكالة فرانس برس، أن “هذا الأمر فعال جدا، بالدليل القاطع”، مؤكدة صحة كلامها برش المياه على جدار.

وأطلق المجلس البلدي في وستنمنستر الذي يغطي نطاق صلاحيته حي سوهو، المشروع بعد تلقي شكاوى عدة من سكان وموظفين وشركات في الحي.

وقالت ليس: “بطبيعة الحال البول ليس بالأمر المحبب وسكان منطقتنا غاضبون إزاء الوضع”، مضيفة: “هم يجتازون عتبة المنزل في الصباح ويشتمون رائحة التبول”. وشددت على حق السكان في العيش “في بيئة نظيفة وآمنة”.

وقررت السلطات المحلية استخدام هذا النوع من الطلاء بعدما علمت بتجارب مشابهة في أماكن أخرى، بينها ألمانيا، وهي تعتزم طلاء عشرة جدران في مواقع استراتيجية من حي سوهو.

وكُتب على واجهات مغطاة بالطلاء: “هذا الجدار ليس مكاناً للتبول”.

وينفق المجلس البلدي في وستمنستر سنويا ما يقرب من مليون جنيه استرليني (1,23 مليون دولار) لتنظيف الشوارع، ويرش المياه على الشوارع المليئة بالبول. ويأمل تالياً أن يساهم هذا الطلاء في تقليص التكاليف.

وأوضحت ليس: “سنرى إلى أي مدى سيُحدث ذلك فارقاً خلال الأشهر الستة المقبلة، وما إذا كانت هذه الرائحة ستزول من الأجواء”.

روائح كريهة

وفيما يشكل التبول في الأماكن العامة مشكلة متكررة في الأحياء ذات الحياة الليلية الصاخبة، يعتبر سكان سوهو أن الموضوع يكتسي حساسية خاصة في شوارع الحي.

هذا الحي الواقع في قلب العاصمة البريطانية يضم أكثر من 400 موقع مرخص لبيع الكحول، بينها ما يقرب من الربع خلال الليل، وفق تيم لورد، وهو أحد سكان الحي ورئيس جمعية مدافعة عن السكان.

وقال: “لذا، خلال الليل يمكن أن تجدوا آلاف الناس الذين يشربون، وهذا الصيف، مع إغلاق المراحيض، كانت رائحة سوهو نتنة”.

وأضاف: “إذا ما حقق الطلاء المضاد للبول الغاية المطلوبة منه، سيقلص ذلك مشكلة الروائح الكريهة في الشوارع، خصوصا خلال الصيف، وهذا أمر مرحب به. نأمل أن ينجح ذلك”.

وتقوّم السلطات أيضا إمكانية زيادة الغرامات المفروضة على المخالفين، إذ إن التبول في الأماكن العامة مخالفة تعرّض مرتكبها حالياً لغرامة تتراوح بين 50 و80 جنيها استرلينيا (62 و99 دولارا).

كما أقيمت مواقع موقتة للتبول في مواضع مختلفة من الحي بين الخميس والأحد، أي في ذروة الإقبال على حي سوهو.

لكن بالموازاة، تراجع عدد المراحيض الدائمة، وفق لورد. وقد تم إغلاق آخر مرحاضين تحت الأرض في الحي خلال الجائحة، من دون أن يعاد فتحهما.

وقال لورد إن هذه المشكلة “إنكليزية بامتياز” يتعين حلها، لافتا إلى أنه “من غير الضروري السفر بعيدا في أوروبا أو أميركا الشمالية لإيجاد مراحيض عامة نظيفة تماماً ومدارة بشكل جيد”.

وأكد لورد أن سوهو جزء يحمل أهمية تاريخية كبيرة في لندن، ويعود تاريخ إنشائه إلى خمسينات القرن السابع عشر. وأضاف: “نرغب ببساطة في أن يتولى المجلس البلدي الاهتمام به”.

الأكثر قراءة