الجزائر- “النورTv”: تسببت حادثة طعن إمام مسجد بولاية تلمسان في أقصى الغرب الجزائري، بحالة استياء عارمة على مواقع التواصل.
وتشير التفاصيل إلى تعرض إمام مسجد علي بن أبي طالب الشيخ سعيد تمتيري بمدينة مغنية بعد صلاة الظهر مباشرة يوم الأحد 23 أبريل الجاري، إلى طعنة بالخنجر على مستوى الظهر من قبل شخص لا تزال دوافعه في هذا الفعل مجهولة.
وتطلبت خطورة الإصابة نقل الإمام على جناح السرعة إلى مستشفى بالمدينة وهو اليوم في حالة مستقرة لكنه يظل تحت الرقابة الطبية، بينما أعلن مدير الشؤون الدينية والأوقاف بولاية تلمسان فتح تحقيق في القضية للكشف عن ملابسات هذا الاعتداء.
كما باشرت مصالح الأمن من جهتها التحقيق في القضية عبر معاينة مكان الحادث و السماع للشهود الذي حضروا الواقعة.
وقوبلت هذه الحادثة باستنكار واسع على مواقع التواصل، وتحولت صورة الإمام ممددا على سرير المستشفى إلى “ترند” متبوع بدعوات للسلطات بوضع حد لهذه السلوكات المشينة.
وذكرت التنسيقية الوطنية للأئمة في الغرب الجزائري، في بيان لها أنها تجدد النداء إلى السلطات الأمنية والمصالح المعنية بضرورة توفير إجراءات الحماية اللازمة للأئمة وموظفي المساجد فقد تفاقم الأمر واستفحل، حسبها.
وأبرزت “هذا الاعتداء الشنيع في حق رموز الدين يدعونا لنجدد دعوتنا للجهات الوصية بضرورة فتح تحقيق لمعرفة الجهات التي تقف وراء ظاهرة الاعتداء على الأئمة من أجل ضرب استقرار البلاد والمجتمع وخلق الفتن البغيضة بين أبناء الشعب الواحد من طرف أطراف حاقدة”.
وأضافت أن “الاعتداء على أئمة المنابر أمر غير طبيعي وانتهاك حرماتهم هو ضرب للمرجعية الدينية الوطنية”.
ووضعت الجزائر قبل سنتين قانونا مشددا لمعاقبة المعتدين على الأئمة. وينص هذا التشريع على الحبس من 5 إلى 10 سنوات في حق المعتدين على الإمام والحبس من سنة إلى 3 سنوات في حال إهانتهم، مع غرامات مالية معتبرة.
لكن نقابة الأئمة ظلت تشكو من عدم تفعيل قوانين الردع لحماية العاملين في المساجد. وإذا كانت حالات الاعتداء الجسدي نادرة في البلاد، فإن الاعتداءات اللفظية منتشرة خاصة في بعض المساجد التي تحاول فيها تيارات أيديولوجية السيطرة على المسجد وتوجيه الإمام لتبني أفكارها.
وتعتمد الجزائر في مساجدها المرجعية المالكية على العقيدة الأشعرية، لكن البلاد تشهد منذ سنوات مدا ملحوظا للتيارات السلفية التي تنشط بقوة في المساجد على صعيد الترويج لأفكار المشايخ الذين تعتمدهم، مع تجنب الاصطدام مع السلطات.
وزار مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية تلمسان، ومسؤولون محليون الشيخ بالمستشفى للاطمئنان على حالته والوقوف إلى جانبه، ومعرفة أسباب التعدي لمباشرة الإجراءات القانونية مع الجهات المختصة.
من جهتها، طمأنت المؤسسة العمومية الاستشفائية “الشهيد شعبان حمدون بمغنية المواطنين حول الحالة الصحية للإمام، مشيرة أن حالته مستقرة ومتواجد تحت الرقابة الطبية.